لا ينكر أحد أن النفس البشرية مجبولة على حبّ المدح والإطراء، وذكر المناقب والإيجابيات، وهو أمر يدفع المرء إلى مزيد من بذل الجهد، ويأخذه إلى نطاقات أخرى من التميز والإبداع، ولكن: هل بالفعل يعمل التحفيز -وحده- كل ذلك؟ الحقّ أن التحفيز في ظل غياب عناصر أخرى لا يعني شيئا؛ فأنت مهما حفزت رجلا وزنه 100 كيلو جرام ليفوز بسباق الـ100 م في 10 ثوان فلن يفلح ذلك أبدا.
وبالنظر إلى واقعنا التعليمي، فإنه مهما كان التحفيز الخارجي للطالب قويا ومستمرا، سواء أ كان ذلك من المعلم أو من المنزل فإن الطالب لن يجيب على المسألة الرياضية أو الكيميائية أو البلاغية أو النحوية دون أن تتوافر عناصر داخلية عند الطالب نفسه، تنبع من داخله، وتتنامى في عقله ووجدانه، تقود مشاعره وسلوكه إلى التقدم العلمي ورفد المهارات اللازمة لكل علم؛ ما يجعله مندفعا إليه؛ رغبة في النجاح وتحقيقا لشخصيته، وإثراء لوجوده، وترسيخا لثقته بنفسه، ولن يتأتى ذلك إلا بوجود معلم يعمل على الحفز الداخلي لطلابه، وبيئة تعلّمية داعمة ومثيرة لقدرات الطالب، فالبيئة النمطية لن تقدّم شيئا سوى التكرار الممل في تقديم الدروس، ناهيك عن أن كثيرا من المعلمين لا يخططون لدروسهم بكفاءة، فكيف لأمثالهم أن يخططوا لزيادة دافعية طلابهم، وفيما يلي بعض الإجراءات التي من شأنها -بعون من الله- إغناء التحفيز الداخلي، ورفد المشاعر الداعمة للتعلّم والنجاح:
1) أن يظهر المعلم بالطابع المحترف؛ شكلا ومضمونا، بناء على انتمائه، ثم تمكّنه العلمي، فاستراتيجياته النوعية.
2) أن يقدم من نفسه أنموذجا للنجاح؛ معتزا بمهنته الراقية، والعلم الذي يحمله.
3) أن يلهم طلابه معنى النجاح عبر ما يطلعهم عليه من منافع دروسه في حياتهم بعد الخروج من بيئة التعلّم، وما يعود عليهم من نفع وتميّز شخصي وعلمي.
4) الراغبون هم الفاعلون في أي مجال.
5) دعم مهارات الطلاب باحترافية مؤسَّسة، وتقديم التغذية الراجعة في إطار من التشجيع الإيجابي.
6) ترقية مستوى المعارف المقدّمة والمهارات المكتسبة عبر مشروعات خارجية مدروسة الأثر.
أخيرا: لا تحفيز خارجيا سيؤتي ثماره إذا لم تتحرك المشاعر الداخلية عند الطالب وتحرّك سلوكه تجاه التعلّم وفق أدوات مؤدية مثمرة.
مشاركة المقال: